حَدِيْث أبي هُرَيْرَةَ r أنَّ رَسُوْل الله r قَالَ : (( إذا سمعتم الإقامة فامشوا وعليكم السكينة ، فما أدركتم فصلّوا ، وما فاتكم فأتِمّوا )) ([1]) .
وَقَدْ رَوَى هَذَا الْحَدِيْث عن أبي هُرَيْرَةَ ستة من التابعين ، وحصل خلاف في لفظه عَلَى النحو الآتي :
§عَبْد الرَّحْمَان بن يعقوب الحرقي . ولَمْ يختلف عَلَى ابنه فِيْهِ .
رَوَاهُ عَنْهُ بلفظ (( فأتموا )) ، أخرجه مالك ([2])، ومن طريقه الشافعي ([3])وأحمد ([4]) والبخاري في القراءة خلف الإمام ([5]) والطحاوي ([6]) . وأخرجه من غَيْر طريق مالك : البخاري في القراءة ([7]) ومسلم ([8]) .
§ مُحَمَّد بن سيرين . وَلَمْ يختلف عَلَيْهِ فِيْهِ ، رَوَاهُ بلفظ : (( فاقضوا )) . وأخرج روايته أحمد ([9]) والبخاري في القراءة ([10]) ومسلم في الصَّحِيْح ([11]) .
§ أبو رافع ([12]). وَلَمْ يختلف عَلَيْهِ فِيْهِ ، رَوَاهُ بلفظ : (( فاقضوا )) . وروايته عِنْدَ أحمد([13]).
§ همام بن منبه ([14]) . رَوَاهُ عَنْهُ عَبْد الرزاق ([15]) ومن طريقه مُسْلِم ([16]) وأبو
عوانة ([17]) والبيهقي ([18]) بلفظ : (( فأتموا )) .
عوانة ([17]) والبيهقي ([18]) بلفظ : (( فأتموا )) .
§ أبو سلمة بن عَبْد الرَّحْمَان بن عوف . واختلف عَلَيْهِ في لفظه : مِنْهُمْ مَنْ رَوَاهُ عَنْهُ بلفظ : (( فأتموا )) ، وممن رَوَاهُ عَلَى هَذَا الوجه :
1. الزهري : ورواه عَنْهُ :
شعيب بن أبي حمزة ، وروايته أخرجها البُخَارِيّ ([24]) .
يزيد بن الهاد ، كَمَا أخرجها البُخَارِيّ في القراءة ([27]) .
معمر بن راشد الأزدي ، عِنْدَ التِّرْمِذِيّ ([30]) .
2. عمر بن أبي سلمة([31]) ، رَوَاهُ عَنْهُ :
ومِنْهُمْ من رَوَاهُ عَنْهُ بلفظ : (( فاقضوا )) ، وممن رَوَاهُ عَلَى هَذَا اللفظ :
1. الزهري ، ورواه عَنْهُ :
يونس بن يزيد الأيلي ، عِنْدَ البُخَارِيّ في القراءة ([37]) .
2. عمر بن أبي سلمة ، رَوَاهُ عَنْهُ :
§سعيد بن المسيب . واختلف عَلَيْهِ في لفظه ، مِنْهُمْ مَن رَوَاهُ عَنْهُ بلفظ :
(( فأتموا )) ، وممن رَوَاهُ عَنْهُ عَلَى هَذَا الوجه :
(( فأتموا )) ، وممن رَوَاهُ عَنْهُ عَلَى هَذَا الوجه :
1. الزهري ، رَوَاهُ عَنْهُ :
سُفْيَان بن عيينة ، في رِوَايَة الدارمي ([48]) من طريق أبي نُعَيْم عَنْهُ .
وروي أيضاً عَنْهُ بلفظ : (( فاقضوا )) ، رَوَاهُ عَنْهُ :
1. الزهري،ورواه عن الزهري سُفْيَان بن عيينة في رِوَايَة جمع من الحفاظ عَنْهُ،وهم:
عَلِيّ بن المديني ، عِنْدَ البُخَارِيّ في القراءة ([49]) .
الحميدي عَبْد الله بن الزبير ، كَمَا في مسنده ([52]) .
أحمد بن حنبل ، في مسنده ([55]) .
زهير بن حرب ، عِنْدَ مُسْلِم ([60]) .
§أبو سلمة وسعيد بن المسيب مقرونين ، واختلف عَلَيْهِمَا فِيْهِ ، فرواه ابن أبي ذئب عن الزهري ، واختلف فِيْهِ :
فرواه حماد عن ابن أبي ذئب بلفظ : (( فاقضوا )) ، هكذا رَوَاهُ أحمد ([63]) ، وتابع حماداً آدمُ بن أبي إياس ([64]) عِنْدَ البُخَارِيّ في القراءة ([65]) .
ورواه ابن أبي فديك([66]) عن ابن أبي ذئب بلفظ : (( فأتموا )) ، أخرجه الشَّافِعِيّ([67])، وتابع ابن أبي فديك أبو النضر ([68]) عِنْدَ أحمد ([69]) .
وهكذا نجد أنّ الرِّوَايَة بالمعنى أثرت في صياغة الرُّوَاة لمتن الْحَدِيْث، أو المحافظة عَلَى نصه ، لِذَا نجد الحَافِظ ابن حجر يلجأ إِلَى الترجيح بالكثرة خروجاً من الخلاف الَّذِي ولَّدَتْهُ الرِّوَايَة بالمعنى ، فَقَالَ : (( الحاصل أنّ أكثر الروايات وردت بلفظ :
(( فأتموا )) ، وأقلها بلفظ : (( فاقضوا )) … )) ([72]) .
(( فأتموا )) ، وأقلها بلفظ : (( فاقضوا )) … )) ([72]) .
ويمعن أكثر في الترجيح ، فَيَقُوْلُ : (( قوله : وما فاتكم فأتموا ، أي : فاكملوا : هَذَا هُوَ الصَّحِيْح في رِوَايَة الزهري ، ورواه عَنْهُ ابن عيينة بلفظ (( فاقضوا )) ، وحكم مُسْلِم في التمييز ([73]) عَلَيْهِ بالوهم في هَذِهِ اللفظة ، مَعَ أنَّهُ أخرج إسناده في
صَحِيْحه ([74]) ؛ لَكِنْ لَمْ يسق لفظه، وكذا رَوَى أحمد([75]) عن عَبْد الرزاق، عن معمر، عن همام ، عن أبي هُرَيْرَةَ ، فَقَالَ: (( فاقضوا )) ، وأخرجه مُسْلِم عن مُحَمَّد بن
رافع ([76]) عن عَبْد الرزاق بلفظ : (( فأتموا )) ([77]) .
صَحِيْحه ([74]) ؛ لَكِنْ لَمْ يسق لفظه، وكذا رَوَى أحمد([75]) عن عَبْد الرزاق، عن معمر، عن همام ، عن أبي هُرَيْرَةَ ، فَقَالَ: (( فاقضوا )) ، وأخرجه مُسْلِم عن مُحَمَّد بن
رافع ([76]) عن عَبْد الرزاق بلفظ : (( فأتموا )) ([77]) .
أثر الْحَدِيْث في اختلاف الفقهاء ( حكم المسبوق في الصَّلاَة ) :
لا بدَّ لنا قَبْلَ الخوض في تفصيل أحكام المسبوق أن نتعرف عَلَى أحوال المأموم في صلاة ما ، وَهُوَ لا يخلو عن ثلاث أحوال :
المدرك : وَهُوَ من صلَّى جَمِيْع الصَّلاَة مَعَ الإمام .
اللاَّحق : مَن فاتته الركعات كلها أو بعضها مَعَ الإمام عَلَى الرغم من ابتدائه الصَّلاَة مَعَهُ ، كأن عرض لَهُ عذر كالنوم أو الزحمة أو غيرها .
المسبوق : مَن سبقه الإمام بكل الصَّلاَة أو ببعضها ([78]) .
والذي نودّ التعرف عَلَى حكم إدراكه للصلاة : المسبوق ، وَقَد اختلف الفقهاء في أنّ ما أدركه هَلْ هُوَ أول صلاته أم آخر صلاته ، وأنّ ما يأتي بِهِ بَعْدَ سلام الإمام هَلْ هُوَ أول صلاته أم أنَّهُ يبني عَلَى ما صلّى فتكون آخر صلاته ؟ عَلَى ثلاثة أقوال :
القول الأول : أنّ ما أدركه المسبوق مَعَ الإمام هُوَ أول صلاته حكماً وفعلاً ، وما يقضيه بَعْدَ سلام الإمام آخر صلاته حكماً وفعلاً .
وروي هَذَا عن: عمر ، وعلي ، وأبي الدرداء ([79])، وعطاء ، ومكحول ، وعمر بن عَبْد العزيز ([80])، والزهري، وسعيد بن عَبْد العزيز ([81])، والأوزاعي ، وإسحاق ، وأبي ثور ، وداود ، وابن المنذر .
وَهُوَ رِوَايَة عن الحسن البصري ، وابن سيرين ، وأبي قلابة ([82]) .
وإليه ذهب الشافعية ([83]) وَهُوَ رِوَايَة عن مالك ([84]) وأحمد ([85]) ، وبه قَالَ الهادوية والقاسمية والمؤيد بالله والزيدية ([86]).
واحتجوا بِمَا ورد في لفظ حَدِيْث أبي هُرَيْرَةَ: (( فأتموا )).
القول الثاني : إنّ ما أدركه المسبوق مَعَ الإمام هُوَ أول صلاته بالنسبة للأفعال ، وآخرها بالنسبة للأقوال ، بمعنى أنَّهُ يَكُوْن قاضياً في القول بانياً في الفعل .
روي هَذَا عن : ابن مسعود ، وابن عمر ، والنخعي ، ومجاهد ، والشعبي ، وعبيد ابن عمير ([87]) ، والثوري ، والحسن بن صالح ([88]).
وَهُوَ الرِّوَايَة الأخرى عن : الحسن البصري ، وابن سيرين ، وأبي ([89])قلابة ([90]). وبه قَالَ الحنفية ([91]) ، والمشهور من مذهب مالك ([92]) ، والأشهر في مذهب
أحمد ([93]) ، وظاهر مذهب ابن حزم ([94]) .
أحمد ([93]) ، وظاهر مذهب ابن حزم ([94]) .
واستدلوا بالرواية الأخرى في حَدِيْث أبي هُرَيْرَةَ : (( فاقضوا )) .
القول الثالث : أنّ ما أدركه المسبوق مَعَ أمامه هُوَ آخر صلاته قولاً وفعلاً ، وما بقي أولها .
الدكتور
ماهر ياسين الفحل
العراق /الأنبار/الرمادي/ص .ب 735
تهذيب الكمال 7/360 ( 7062 ) ، وسير أعلام النبلاء 4/414 و 415 ، والتقريب ( 7182 ) .
انظر : الثقات 5/510 ، وسير أعلام النبلاء : 5/311 ، والتقريب ( 7317 ) .
الثقات 7/407 ، وتهذيب الكمال 6/282-283 ( 5748 ) ، والتقريب ( 5826 ) .
([25]) الثقة الثبت أبو سعيد الْقَاضِي ، يَحْيَى بن سعيد بن قيس الأنصاري المدني ، توفي في سنة ( 142ه).
انظر : تهذيب الكمال 8/43 ( 7431 ) ، وتاريخ الإسلام : 331 وفيات ( 144 ه ) ، والتقريب (7559) .
الجرح والتعديل 6/117-118 ، وتهذيب الكمال 5/355-356 ( 4836 ) ، والتقريب ( 4910 ) .
([32]) هُوَ أبو إسحاق سعد بن إبراهيم بن عَبْد الرَّحْمَان بن عوف الزهري المدني : ثقة فاضل عابد ، توفي سُنَّةُ
( 126 ه ) ، وقِيْلَ : ( 127 ه ) .
( 126 ه ) ، وقِيْلَ : ( 127 ه ) .
الثقات 4/297-298 ، وتهذيب الكمال 3/115-116 (2183) ، والتقريب (2227) .
([35]) هُوَ الوضاح بن عَبْد الله اليشكري ، أَبُو عوانة الواسطي البزار ، مولى يزيد بن عطاء اليشكري : ثقة ثبت، توفي سنة ( 175 ه ) ، وَقِيْلَ : ( 176 ه ) .
التاريخ الكبير 8/181 ، وتهذيب الكمال 7/456 و 458 ( 7283 ) ، والتقريب ( 7407 ) .
تهذيب الكمال 3/296 ( 2542 ) ، وسير أعلام النبلاء 7/294-295 ، والتقريب ( 2602 ) .
([50]) أبو نُعَيْم الفضل بن دكين الكوفي ، واسم دكين : عَمْرو بن حماد بن زهير التيمي مولاهم الأحول : ثقة ثبت ، توفي سنة ( 218 ه ) ، وَقِيْلَ : ( 219 ه ) .
تذكرة الحفاظ 1/372-373 ، وسير أعلام النبلاء 10/142 و 151 ، والتقريب ( 5401 ) .
([54]) في صحيحه 2/100 ( 602 ) ( 151 ) . وَلَمْ يسق لفظه ، وحكى البيهقي في سننه 2/297 عن مُسْلِم أنَّهُ قَالَ : (( لا أعلم هَذه اللفظة رواها عن الزهري غَيْر ابن عيينة : (( واقضوا ما فاتكم )) ، قَالَ مُسْلِم : أخطأ ابن عيينة في هَذِهِ اللفظة )) . وانظر : فتح الباري 2/118 ، ورده ابن التركماني . انظر : الجوهر النقي 2/297 .
([56]) هُوَ مُحَمَّد بن يَحْيَى بن أَبِي عمر العدني، نزيل مكة: صدوق، صنف "المسند" ، توفي سنة ( 243 ه ) .
التاريخ الكبير 1/265 ، وتهذيب الكمال 6/559 ( 6283 ) ، والتقريب ( 6391 ) .
([58])هُوَ عَبْد الله بن مُحَمَّد بن عَبْد الرَّحْمَان بن المسور بن محزمة الزهري البصري:صدوق،توفي سنة(256ه).
تهذيب الكمال 4/272-273 ( 3528 ) ، والتقريب ( 3589 ) .
الأنساب 6/344 ، وسير أعلام النبلاء 11/147 ، التقريب ( 5106 ) .
([64]) هُوَ أبو الحسن آدم بن أبي إياس العسقلاني،أصله خراساني:ثقة عابد،توفي سنة
(221 ه) ، وَقِيْلَ : (220ه) .
(221 ه) ، وَقِيْلَ : (220ه) .
تاريخ بغداد 7/27 و 30 ، وتهذيب الكمال 1/159 و 161 ( 288 ) ، والتقريب ( 132 ) .
([66]) هُوَ أبو إسماعيل مُحَمَّد بن إسماعيل بن مُسْلِم بن أبي فديك الديلي المدني،صدوق، توفي سنة (200 ه ) .
سير أعلام النبلاء 9/486 ، ومرآة الجنان 1/353 ، والتقريب ( 5736 ) .
([68]) هُوَ هاشم بن القاسم بن مُسْلِم الليثي مولاهم البغدادي ، أبو النضر مشهور بكنيته ، ولقبه قيصر : ثقة ثبت ، ولد سنة ( 134 ه ) ، وتوفي ( 207 ه ) .
تهذيب الكمال 7/385و387 (7135)،وسير أعلام النبلاء 9/545 و546 و548،والتقريب (7256).
([76]) هُوَ مُحَمَّد بن رافع بن أبي زياد القشيري مولاهم،أبو عَبْد الله النيسابوري:ثقة عابد،توفي سنة (245 ه).
الثقات 9/102 ، وتهذيب الكمال 6/306 و 307 ( 5799 ) ، والتقريب ( 5876 ) .
([79]) الصَّحَابِيّ الجليل أبو الدرداء عويمر بن زيد بن قيس ، ويقال : عويمر بن عامر الأنصاري الخزرجي ، هُوَ مِمَّنْ حفظ القرآن في حياة رَسُوْل الله r ، توفي سنة ( 32 ه ) ، وَقِيْلَ : ( 31 ه ) .
معجم الصَّحَابَة 11/3930،وتاريخ دمشق 47/93و200 و201،وسير أعلام النبلاء 2/335 و 353.
([80]) هُوَ أمير المؤمنين الراشد الخامس ، أبو حفص عمر بن عَبْد العزيز بن مروان القرشي الأموي المدني أشج بني أمية ، ولد سنة ( 63 ه ) ، وتوفي ( 101 ه ) .
سير أعلام النبلاء 5/114 و 115 و 148 ، والبداية والنهاية 9/163 وما بعدها ، ومرآة الجنان 1/165 وما بعدها .
([81]) هُوَ الإِمَام سعيد بن عَبْد العزيز بن أبي يَحْيَى ، أبو مُحَمَّد التنوخي الدمشقي مفتي دمشق ، ولد سنة
( 90 ه ) ، وتوفي سنة ( 167 ه ) .
( 90 ه ) ، وتوفي سنة ( 167 ه ) .
الجرح والتعديل 4/42 ، والعبر 1/250 ، وسير أعلام النبلاء 8/32 و 38 .
([87]) هُوَ عبيد بن عمير بن قتادة الليثي الجندعي المكي ، أبو عاصم ، ولد في حياة رَسُوْل الله r ، وَكَانَ من ثقات التابعين ، توفي سنة ( 74 ه ) .
طبقات ابن سعد 5/463 ، وتذكرة الحفاظ 1/50 ، وسير أعلام النبلاء 4/156 و 157 .
([88]) الحسن بن صالح بن صالح بن حي، أبو عَبْد الله الهمداني الثوري الكوفي، ولد سنة (100 ه)،
وتوفي (169ه).
وتوفي (169ه).
طبقات ابن سعد 6/375 ، والتاريخ الكبير 2/295 ، وسير أعلام النبلاء 7/361 و 371 .
([89]) الثقة الفاضل عَبْد الله بن زيد بن عَمْرو أو عامر الجرمي ، أبو قلابة البصري ، ثقة فاضل ،كَثِيْر
الإرسال ، توفي سنة ( 104 ه ) ، وَقِيْلَ : ( 106 ه ) ، وَقِيْلَ : ( 107 ه ) .
الإرسال ، توفي سنة ( 104 ه ) ، وَقِيْلَ : ( 106 ه ) ، وَقِيْلَ : ( 107 ه ) .
الأنساب 2/73 ، وسير أعلام النبلاء 4/468 ، والتقريب ( 3333 ) .
انظر: الأنساب 4/201، وتهذيب الكمال 1/483 (958)،وسير أعلام النبلاء 3/175.
Alhamdulillah sekarang kami tambah faham tentang status ma'mum
BalasHapus